كأي فتاة في الثانوية العامة، كان كل همي هو التفوق في دراستي والحصول على درجات ممتازة فقط. كنت خجولة جدًا ولا أحب المشاركة في أي نشاط، لدرجة أن فكرة الوقوف لإلقاء فقرة في الإذاعة المدرسية كانت مرعبة بالنسبة لي، حيث كان التوتر والقلق يسيطران على شخصيتي. لكن فجأة، تغير كل شيء عندما تم اختياري ضمن سفراء السلام في المشروع الذي أقامته منظمة وصل للسلام عام 2019م في مدارس محافظة تعز. بدأت أشارك في جلسات التدريب، وأصبح لقبي “سفيرة”، وهو لقب أحيا في داخلي شعورًا جميلًا مفعمًا بالمسؤولية والتحدي لأكون الأفضل، ولجعل مدرستي نموذجاً يحتذى به بين المدارس. على الرغم من أن التجربة كانت جديدة تمامًا بالنسبة لنا كطالبات، انتهت الأيام الستة من التدريب، والتي كانت لحظات مفصلية في حياتي، وأحدثت تغييرًا جذريًا في ذاتي. الفتاة المنطوية الخجولة أصبحت الآن سفيرة للسلام، وتولدت لديها ثقة لم تعرفها من قبل. كلما نُوديَت باسمي كسفيرة، كانت تلك الكلمة تُضفي طاقة إيجابية لم أعهدها. أصبحت لدي مشاركات عديدة، وأهمها كنت ضمن فريق مشروع “العربية السعيدة” الذي يسهم في تطوير طالبات وطلاب المدارس. نفذنا المشروع في خمس مدارس، وكان له تأثير كبير، حيث بدأت أرى نفسي في كل فتاة مستفيدة منه. حاليًا، أنا سارة التي لا تعرف المستحيل، بعد أن كانت كل الأمور بالنسبة لي تبدو مستحيلة. أصبحت السفيرة التي حققت أحلامها ووصلت إلى ما كانت تطمح إليه، وأعمل الآن كمنسقة لمشروع المبادرة “سفراء السلام” المدعوم من منظمة شباب بلا حدود. أصبحت محفزة لمن حولي، والثقة التي تبعث الأمل في قلوب الآخرين، وتخلق فيهم روحًا طموحة لا يعيقها شيء. بكل فخر واعتزاز، أنا متطوعة لدى منظمة وصل للسلام، وكل ما وصلت إليه الآن كان بفضل الله ثم بفضل هذه المنظمة ومشروعها الذي من خلاله وجدت ذاتي واكتشفت قدرات وإمكانات كانت مدفونة في داخلي. أنا ممتنة لهم على كل شيء، وعلى ثقتهم بي، وتحفيزهم، ودعمهم المتواصل.

في مدرسة الشعب شاب نشيط ذو روح جميلة يحب التطوع ولديه رغبة شديدة للمشاركة في أي عمل مجتمعي أو إنساني من خلاله يستطيع خدمة الناس والمجتمع من حوله.. تحققت رغبته عندما وصل فريق منظمة وصل للسلام إلى مدرسته عام 2019م في مشروعهم “سفراء السلام” والذي حصلوا فيه على التدريب في مهارات القيادة وبناء السلام ليعودوا لمدارسهم لتأسيس فرق سفراء السلام ً من مدارس محافظة وينفذوا مجموعة من الأنشطة والذي استهدفوا فيه عددا تعز .. ً حينها تشكلت ابتسامة عريضة على وجهه وخاطب روحه قائلا “هذه فرصتي للخوض في هذا المجال” .. كان أول المتقدمين للمقابلات الشخصية لبرنامج سفراء السلام في مدرسته ّ وأجتاز المقابلة وأصبح أحد متطوعي البرنامج ضمن فريق مدرسته، لم يكن ً بل بذل الكثير من الجهد وركز على صقل مهاراته وتطوير قدراته ً عاديا شخصا ً آخر ويستطيع شق طريقة فيما بعد .. من أجل أن يصبح شخصا ً وأصبح كذلك فعلا وكان هذا البرنامج فرصته للإنطلاق .. تخرج من الثانوية والتحق بالعديد من المبادرات والجهات تنقل فيها ما بين عضو مشارك ومنسق لأنشتطها وبرامجها .. ً في العام 2022م أحد هذا الشاب هو “بشار الحريبي” والذي أصبح حاليا المتطوعين الرسميين في منظمة وصل للسلام، إضافة إلى كونه شاب قيادي في العديد من المبارات والجهات ومنها – المسؤول الكشفي في نادي الطليعه، مدير مكتب الشباب والرياضة في حكومة شباب وأطفال اليمن، عضو الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي ف/تعز وغيرها من المشاركات .. ً لتحقيق النجاح وأن ً يثبت للجميع بأن العمر ليس عائقا بشار ذو العشرون عاما باستطاعتك أن تكون ما تطمح إليه بالجهد والعمل المتواصل على نفسك وذاتك، فقط اقتنص الفرص عندما تأتي إليك فهي تأتي مرة واحدة في العمر .